هذه القصيدة عرفتها منذالصغر
أبكتني .... أوجعتني .... آلمتني ....
قصة واقعية ، حصلت وتحصل كل يوم
الإبداع رسمها ، حكاها ، صورها ، حاكها في شعر محسوس
كان بطل القصة ...... عزيز نفس لم يذل
بطلها نفس حر ترى الشهادة مغنم
بطلها لم يرضى بالسكوت ..... ولم يكتفي بالخضوع
وإليكم القصيدة :
doPoem(0)
أبتـاه مـاذا قـد يخـط بنانـىوالحبـل و الجـلاد ينتـظـران
هذا الكتاب اليـك مـن زنزانـةمقـرورة صخريـة الـجـدران
لـم تبـق الا ليلـة احيـا بهـاواحـس ان ظلامهـا اكفـانـى
ستمرياابتـاه لسـت اشـك فـىهـذا وتحمـل بعدهـا جثمانـى
الليل من حولـى هـدوء قاتـلوالذكريات تمور فـى وجدانـى
ويهدنى المـى فانشـد راحتـىفى بضـع ايـات مـن القـران
والنفس بيـن جوانحـى شفافـةدب الخشوع بهـا فهـز كيانـى
قد عشت أومن بالالـه ولـم اذقالا اخـيـرا لــذة الايـمـان
شكرا لهم انا لا اريـد طعامهـمفليرفعـوه فلسـت بالجـوعـان
هذا الطعام المرماصنعتـه لـىامى ولا وضعوه فـوق خـوان
كلا ولم يشهده يـا ابتـى معـىاخـوان لـى جـاءاه يستبقـان
مدوا الـى بـه يـدا مصبوغـةبدمـى وهـذه غايـة الاحسـان
والصمت يقطعه رنيـن سلاسـلعبثـت بهـن اصابـع السجـان
مـا بيـن اونـة تمـر واختهـايرنـو الـى بمقلتـى شيـطـان
من كوة بالبـاب يرقـب صيـدهويعود فى امـن الـى الـدوران
انا لا احس بـاى حقـد نحـوهمـاذا جنـاه فتمسـه اضغانـى
هو طيب الاخلاق مثلـك يابـىلم يبدو فى ظمأ الـى العـدوان
لكـن إن نـام عنـى لحـظـةذاق العيـال مـرارة الحرمـان
فلربما وهـو المـروع سحنـةلو كان مثلـى شاعـرا لرثانـى
أو عاد من يـدرى الـى اولادهوذُكّــرَ صـورتـى فبكـانـى
وعلى الجدار الصلب نافذة بهـامعنى الحيـاة غليظـة القضبـان
قـد طالمـا شارفتهـا متـأمـلافى السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصـوراما فى قلوب الناس مـن غليـان
نفس الشعور لدى الجميع وإنمـاكتموا وكان الموت فى إعلانـى
ويدور همس فى الجوانح ما الذىفى الثورة الحمقاء قـد أغرانـي
أو لم يكن خيرا لنفسـى ان أرىمثل الجموع أسير فـى إذعـان
ما ضرنى لو قد سكـت وكلمـاغلب الأسى بالغت فى الكتمـان
هـذا دمـى سيسيـل مطفـئـاما ثار فى جنْبَـىَّّ مـن نيـران
وفؤادى المـوار فـى نبضاتـهسيكف من غـده عـن الخفقـان
والظلم بـاق لـن يحطـم قيـدهموتى ولـن يـودى بـه قربـان
ويسير ركب البغى ليس يضيـرهشاة اذا اجتثـت مـن القطعـان
هذا حديث النفس حين تشف عنبشريتـى وتمـور بعـد ثـوان
وتقـول لـى إن الحيـاة لغايـةأسمى مـن التصفيـق للطغيـان
انفاسك الحرى وان هى أخمدتستظـل تغمـر افقهـم بدخـان
وقروم جسمك وهو تحت سياطهمقسمـات صبـح يتقيـه الجانـى
دمع السجين هناك فـى أغلالـهودم الشهيـد هـنـا سيلتقـيـان
حتى اذا ما أفعمت بهما الـربـلم يبـق غيـر تمـرد الفيضـان
ومن العواصف ما يكون هبوبهـابعـد الهـدوء وراحـة الربـان
إن احتدام النار في جوف الثـراأمـر يثيـر حفيظـة البركـان
وتتابع القطـرات ينـزل بعـدهسيـل يليـه تدفـق الطـوفـان
فيموج يقتلـع الطغـاة مزمجـرااقوى من الجبـروت والسلطـان
أنا لست ادرى هل ستذكر قصتىام سوف يعدوها رحى النسيـان
او أننى سأكـون فـى تاريخنـامتآمـرا أم هــادم الاوثــان
كل الـذى ادريـه ان تجرعـىكأس المذلة ليس فـى إمكانـى
لو لم أكن فى دعوتـي متطلبـاغيـر الضيـاء لامتـى لكفانـى
اهوى الحياة كريمـة لا قيـد لاإرهاب لا إستخفـاف بالإنسـان
فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتىيغلى دم الاحرار فـى شِريانـى
أبـتـاه إن طـلـع الصـبـاحوأضاء نور الشمس كـل مكـان
واستقبل العصفور بين غصونـهيومـا جديـدا مشـرق الألـوان
وسمعـت أنغـام التفـاؤل ثـرةتجرى على فـم بائـع الالبـان
واتـى يدق-كمـا تعود-بابـنـاسيـدق بـاب السجـن جـلادان
واكون بعـد هنيهـة متأرجحـافى الحبل مشدودا الى العيـدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبـل مـاصنعته فى هذى الربـوع يـدان
نسجوه فى بلـد يشـع حضـارةوتضاء منـه مشاعـل العرفـان
او هكذا زعموا وجىء به الـىبلدى الجريح على يـد الاعـوان
أنا لا اريدك ان تعيـش محطمـافـى زحمـة الألام والاشجـان
إن ابنك المصفود فـى أغلالـهقد سيق نحو الموت غير مـدان
فاذكـر حكايـات بأيـام الصبـاقد قلتها لى عن هوى الأوطـان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجىتبكى شبابا ضاع فـى الريعـان
وتكتم الحسـرات فـى أعماقهـاألمـا تواريـه عـن الجـيـران
فاطلب اليها الصفح عنـى اننـىلا ابتغى منهـا سـوى الغفـران
مازال فى سمعى رنين حديثهـاومقالهـا فـى رحمـة وحنـان
أبنى إنـى قـد غـدوت عليلـةلم يبق لى جلد علـى الأحـزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عـنبنت الحلال ودعك من عصيـان
كانـت لهـا أمنـيـة ريـانـةيـا حسـن أمـال لهـا وأمـان
والان لا ادرى بـاى جـوانـحستبيـت بعـدى أم بـاى جنـان
هذا الذى سطرته لـك يـا أبـىبعض الذى يجرى بفكـر عـان
لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقـتبيد الجموع شريعـة القرصـان
فلسوف يذكرنى ويُكبـر همتـىمن كان فى بلدى حليـف هـوان
والى لقاء تحـت ظـل عدالـةقدسيـة الأحـكـام والمـيـزان
[
وقع ولو بكلمة ..........